الملائكة تموت
رحلت عن عالمنا والى الابد الاديبة والشاعرة العراقية نازك الملائكة في مدينة القاهرة ليتهاوى برحيلها آخر اعمدة الشعر العربي الحديث وامتلئت الصحف والمجلات العربية باقلام الصحفيين حديثا عنها تنوع بين ولادتها ودراستها ودواوينها ومؤلفاتها ومواقفها ورحيلها خارج الوطن ، ولست اضيف شيئا عن الشاعرة الراحلة لكن هو الحديث الذي لابد منه ولست هنا بالواقف موقف الناقد لشعرها او لشخصيتها من جوانب شتى كالجانب الديني او الاجتماعي او السياسي لكن مااردت طرحه محور غاية في الاهمية بل هو روح جنب الروح الانسانية الصافية معانقا لها متشابكا معها ذلك ان الملائكة رفضت وهي تقف فوق منصة مبادئ واخلاقيات الانسان العربي الحر والانسان العراقي المتمسك بارضه وشعبه رفضت حتىماتت الملائكة ان تقف في طابور المادحين المصفقين للسلطان رفضت ان تخون شعبها المذبوح من الوريد إلى الوريد لتحافظ على اصالة الشعر والشاعر ، يقول نزار قباني "
والشعر ماذا سيبقى من اصالته اذا تولاه نصاب ومداح
نازك الملائكة رفضت ان تكون كعبد الرزاق عبد الواحد الذي خان شعبه من اجل رضا السلطان ، الملائكة رفضت ان تكون كسعاد الصباح المتعبة اوتارها الصوتية في مدح صدام وجيش صدام الذي فاجأها وهو يجول في شوارع الكويت ، نازك الملائكة غادرت العراق قهرا عام 1970 إلى الكويت وغادرت الكويت قهرا عام 1990 إلى القاهرة بعد دخول جيش صدام اليها وبقيت غريبة هناك حتى الرحيل كما رحل الجواهري والبياتي والحيدري غرباء ، الملائكة تموت غريبة ليعيش موقفها الاصيل .
.